کد مطلب:142148 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:178

عمرو بن خالد الاسدی الصیداوی ابو خالد
كـان عـمـرو شـریـفـاً فـی الكـوفـة، مـخـلص الولأ لأهـل البـیـت، قـام مـع مـسـلم حـتـّی إذا


خانته أهـل الكـوفـة لم یـسعه إلاّ الإختفاء، فلمّا سمع بقتل قیس بن مُسهَّر وأنّه أخبر أنّ الحسین علیه السلام صار بالحاجر خرج إلیه، ومعه مولاه سعد، ومجمع العائذی وابنه، وجنادة بن الحرث السلمانی، واتـبـعـهـم غلام لنافع البجلی بفرسه المدعو الكامل فجنبوه وأخذوا دلیلاً لهم الطرماح بن عـدی الطـائی، وكـان جـاء إلی الكـوفـة یـمتار لأهله طعاماً، فخرج بهم علی طریق متنكبة، وسار سـیـراً عـنـیـفـاً مـن الخوف لأنّهم علموا أنّ الطریق مرصود، حتّی إذا قاربوا الحسین علیه السلام حدا بهم الطرماح بن عدی فقال:



یا ناقتی لا تذعری من زجری

وشمّری قبل طلوع الفجر



بخیر ركبان وخیر سفر

حتّی تحلّی بكریم النجر



الماجد الحرّ رحیب الصدر

أتی به اللّه لخیر أمر



ثمة أبقاه بقأ الدهر

فـانـتـهـوا إلی الحـسـیـن علیه السلام وهـو بـعـذیـب الهـجـانـات، فـسـلّمـوا عـلیـه وأنـشـدوه الأبـیات. فقال علیه السلام: (أَمَ واللّه إنّی لا رجو أن یكون خیراً ما أراد اللّه بنا، قُتلنا أو ظفرنا).



قـال أبـو مـخـنـف: ولمـّا رآهـم الحـرّ قـال للحـسـیـن: إنّ هـؤلاء النـفـر مـن أهـل الكـوفـة لیـسـوا مـمـّن أقـبـل مـعـك، وأنـا حـابـسـهـم أو رادّهـم، فقال له الحسین: (لأمنعنّهم ممّا أمنع منه نفسی، إنّما هؤلاء أنصاری وأعوانی، وقد كنتَ أعطیتنی ألاّ تـعـرض لی بـشـیء حـتـّی یـأتـیـك كـتـاب ابـن زیـاد). فـقـال: أجـل، لكن لم یأتوا معك، فقال: (هم أصحابی، وهم بمنزلة من جاء معی، فإن تممت علیّ ما كان بینی وبینك، وإلاّ ناجزتك)، فكفّ عنهم الحرّ [1] .

وقـال أبـو مـخـنـف أیـضـاً: ولمـّا التـحـم القـتـال بـیـن الحـسـیـن علیه السلام وأهـل الكـوفـة، شـدّ


هـؤلاء مـُقـدِمـیـن بـأسـیـافـهـم فـی أوّل القـتـال عـلی النـاس، فـلمـّا وغـلوا عـطـف عـلیـهم الناس ‍ فأخذوا یحوزونهم، وقطعوهم من أصـحـابـهـم، فـلمـّا نـظـر الحـسـیـن إلی ذلك نـدب إلیـهـم أخـاه العـبـّاس، فـنـهـد إلیـهـم وحمل علی القوم وحده یضرب فیهم بسیفه قدماً، حتّی خلص إلیهم واستنقذهم فجاؤا وقد جرحوا، فـلمـّا كـانـوا فی أثناء الطریق، والعبّاس ‍ یسوقهم رأوا القوم تدانوا إلیهم لیقطعوا علیهم الطریق فانسلّوا من العبّاس، وشدّوا علی القوم بأسیافهم شدّة واحدة علی ما بهم من الجراحات، وقـاتـلوا حـتـّی قـُتـلوا فـی مكان واحد [2] . فتركهم العبّاس ورجع إلی الحسین علیه السلام فأخبره بذلك، فترحم علیهم الحسین، وجعل یكرّر ذلك.

(ضبط الغریب)

ممّا وقع فی هذه الترجمة:

(الطـرمـاح): بـزنـة سـنـمـار الطـویـل. وهـو هـنـا عـَلَم لرجـل طـائی ولیـس بـابـن عـدی بـن حـاتم المعروف بالجود، فإنّ ولد عدی الطرفات قتلوا مع أمـیـر المـؤمـنـیـن علیه السلام فـی حـروبـه، ومـات عـدی بـعـدهـم ولا ولد له، وكـان یـعـیـّر بـذلك فـیـقال له: إذهب علی الطرفات. فیقول: وددت أنّ لی ألفاً مثلهم لأقدّمهم بین یدی علیٍّ إلی الجنّة! والطرفات: طرفة وطریف ومطرف.

(السفر): بوزان ركب كثیر السفر، یقال: رجل سفر وقوم سفر.

(النجر): بالنون والجیم بزنة البحر الأصل.

(عـذیـب الهـجـانـات): مـوضـع فـوق الكـوفـة عـن القـادسـیـّة أربـعـة أمـیـال وهـو حـدّ السـواد، وأُضـیـف إلی الهـجـانـات لأنّ النـعـمـان بـن المـنـذر مـلك الحـیرة كان یـجعل فیه إبله، ولهم عذیب القوادس وهو غربی عذیب الهجانات فیما أفهمه من حدیث سعد


ابن أبی وقّاص.


[1] تاريخ الطبري: 3: 308.

[2] تاريخ الطبري: 3: 330.